الوساطة تسلّم خمسة رهائن في قضية مقتل الطفل همّام الجرادي وتقدّم بنادق وعقيرة لرفع مخيم النكف القبلي بمدينة الغيضة

في تطور جديد ضمن الجهود القبلية والاجتماعية لحل قضية مقتل الطفل همّام الجرادي سلّم وفد الوساطة المكوّن من مشايخ ووجهاء قبائل المهرة، اليوم الثلاثاء، خمسة رهائن من أبناء قبيلة آل السليمي إلى الأجهزة الأمنية بمحافظة المهرة، ليبقوا قيد الاحتجاز المؤقت حتى تسليم الجناة الرئيسيين في القضية التي هزّت الرأي العام اليمني إثر مقتل الطفل همّام وإصابة ثلاثة من أفراد أسرته.
وجاءت هذه الخطوة ثمرة تحركات ومساعٍ قادتها شخصيات قبلية بارزة من أبناء محافظة المهرة، في إطار مساعٍ لاحتواء التوترات وإنهاء مظاهر الاحتشاد القبلي التي شهدتها مدينة الغيضة خلال الأيام الماضية.
ووصلت لجنة الوساطة، التي ضمت عددًا من المشايخ والوجهاء من مختلف قبائل المهرة، إلى مخيم النكف القبلي بمدينة الغيضة، حيث كان في استقبالهم الشيخ محمد عبدالوهاب معوضة – الوكيل الأول لمحافظة ذمار – إلى جانب عدد من مشايخ ووجهاء محافظات ذمار وصنعاء وإب والبيضاء و تعز و من كل المحافظات اليمنية، الذين توافدوا تضامنًا مع أسرة الطفل الضحية ومناصرةً لقضيته.
وخلال اللقاء قدّم وفد الوساطة بنادق وعشرة ملايين ريال يمني عقيرة لوجهاء النكف وذلك مقابل قبر الطفل همّام الجرادي تعبيرًا عن احترامهم للأعراف القبلية واستجابةً لجهود التهدئة.
وتُعدّ العقيرة والبنادق في العرف القبلي اليمني رمزًا للاعتذار والاحترام ومقدمة لرفع أسباب التجمّع أو النزاع.
وبعد التشاور أعلن الشيخ محمد عبدالوهاب معوضة تشريفه للوساطة واستجابته لرفع مخيم النكف القبلي بمدينة الغيضة، مؤكدًا تقديره لموقف مشايخ المهرة وجهودهم الكبيرة في احتواء الأزمة ومنع تفاقمها، كما وجّه بإتمام ترتيبات دفن جثمان الطفل همّام الجرادي صباح غدٍ الأربعاء، بعد أن ظل الجثمان في ثلاجة المستشفى منذ وقوع الحادثة المؤلمة.
كما منح الشيخ معوضة صلحًا لمدة عشرة أيام كفترة عزاء، تقديرًا للوساطة وأعراف وأسلاف قبائل محافظة المهرة على أن يُعتبر هذا الصلح بين آل الجرادي من قبائل وصابين وآل السليمي، تمهيدًا لاستكمال الإجراءات القانونية وضمان تسليم الجناة للعدالة.
وتُعد هذه التطورات خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع وإنهاء التوتر القبلي بعد أسابيع من الغضب الشعبي والاحتشاد في محافظة المهرة، إثر مقتل الطفل همّام الذي تحوّلت قضيته إلى رمز للغضب الإنساني والقبلي ضد العنف خارج القانون.
وأكدت مصادر قبلية أن جهود الوساطة ستتواصل خلال الأيام القادمة لضمان استكمال بنود الاتفاق وتسليم المتهمين الرئيسيين إلى الجهات المختصة، بما يحفظ الحقوق ويكرّس دور القانون في معالجة القضايا الجنائية بعيدًا عن التعصّب القبلي.






